خطط التحديث
ظهرت أهمية السكك الحديدية، وظهر مدى تأثيرها على النقل منذ البداية، واعترفت بتلك الأهمية الحكومات. ولهذا تدخلت من البداية إما بوضع السكك الحديدية تحت إشرافها المباشر أو بالتحكم في عمليات تطويرها. ولقد كانت السكك الحديدية قديمًا من الأعمال المربحة، ولكن في هذه الأيام، ومع اشتداد منافسة صور النقل الأخرى ووسائلها المختلفة للقطارات فقد توقفت نسبة عالية من القطارات عن العمل. وهكذا لم تتمكن السكك الحديدية، في الوقت الحالي، من تمويل الاستثمارات الضخمة اللازمة لتحديثها والارتقاء بمستواها.
ونظرًا لأن السكك الحديدية تقدم خدمات اجتماعية مهمة، وفي بعض الأحيان جوهرية وضرورية، فإن الحكومات تمد غالبًا يد العون لها وتقدم لها المساعدات المالية بُغيةَ تطويرها والنهوض بها. ويعتمد مفهوم تحديث السكك الحديدية على أولويات التحديث. فإن التحديث في دولة ما يمكن أن يكون قد تم تنفيذه منذ مدة طويلة في دولة أخرى. وعلى سبيل المثال، فقد تبنت معظم الدول الأوروبية نظام الفرامل الهوائية في القطارات منذ العشرينيات من القرن العشرين، إلا أن بريطانيا لم تبدأ في تغيير نظام فرامل الخلخلة واستبدال الفرامل الهوائية بِه إلا في الستينيات من القرن العشرين.
British electric container freight train
American freight service
تجد الدول حلولاً مختلفة للمشكلة الواحدة نفسها في القطارات. وعلى سبيل المثال، فلقد استخدم عدد من الدول عربات ذات طابقين، وذلك للتخفيف من تزاحم المسافرين، ولكن الفسحة الصغيرة بين خطوط السكك الحديدية البريطانية جعلت من المستحيل تطبيق ذلك الحل. وقامت خطوط السكك الحديدية البريطانية بحل مشكلة الزحام بزيادة عدد عربات قطارات الأقاليم والضواحي مع إطالة أرصفة المحطات. ويمكن زيادة سعة خطوط السكك الحديدية بتعديل نظام الإشارات وأطوال الكتل. ويسمح هذان التعديلان بأن تتبع القطارات بعضها الآخر عن كثب. ولكن هذه التعديلات تتطلب تحكمًا أكثر مركزية، ويمكن تبرير زيادة التكلفة في هذه الحالة فقط عندما يكون المرور مكتظًا وكثيفًا. ولقد رفعت السكك الحديدية في الهند سعتها بتحويل الخطوط ذات البعد القياسي المتري إلى محددات القياس العريضة.
إن أغلى صور تحديث السكك الحديدية هو تقديم قطارات سريعة جدًا للعمل على السكك الحديدية، وهذا التحديث يتطلب قطارات عالية الكفاءة ونظمًا حديدية متينة وأساليب أمان عالية. وعلى الرغم من أن القطارات العالية السرعة من التطورات المهمة جدًا في السكك الحديدية، إلا أنها ستكون أكبر فائدة عندما تتمكن تلك القطارات من اجتذاب أعداد أكبر من الركاب لاستخدامها. ولقد وضعت كل من فرنسا واليابان مبالغ ضخمة من الأموال للاستثمار في القطارات السريعة وإنشاء خطوط جديدة تمامًا. أما في بريطانيا فقد تم التوصل إلى قطارات أقل سرعة من القطارات المستخدمة في كل من اليابان وفرنسا، ولكن التحديث ومحاولة زيادة السرعة تمّا بإجراء عملية تخفيف لحدة الانحناءات على الخطوط الموجودة فعليًا، وكذلك تثبيت قضبان حديدية طويلة ملحومة على راقدات خرسانية. ومن المفيد، في الغالب، الحصول على قطارات يشغلها سائق واحد يمكنه أيضًا تشغيل الأبواب، وهذا يسرع من الخدمة بتقليل فترات التوقف في كل محطة. وإن استخدام قطارات بنظام دفْع – جذْب (وحدة جر أو سحب على كل طرف) يمكنه أيضًا توفير الوقت، وهو يساعد في الاستخدام الأمثل لفراغات المحطات، كما أنها تتطلب عددًا أقل من الأفراد لتشغيلها، وتقلل من عدد القطارات المطلوبة لتنفيذ الخدمة. وتُستخدم حاليًا في المملكة المتحدة قطارات الدفع والجذب على كلا الخطين الرئيسيين العاملين بين لندن وأسكتلندا.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فلا تستطيع السكك الحديدية منافسة الخطوط الجوية للمسافات البعيدة والطويلة جدًا. وعلى الرغم من ذلك، فلقد جذبت القطارات السريعة، رغم أنها ليست بسرعة القطارات في أوروبا، أعدادًا كبيرة من الركاب في الولايات الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد استثمر الأمريكيون مبالغ كبيرة في قطارات الشحن وأبدعوا في تحديثها باتباع أسلوب التحكم المركزي فيها وذلك للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من الخط المفرد.
السكك الحديدية حول العالم
السكك الحديدية في العالم العربي
تأتي في مقدمتها سكك حديد مصر والسعودية والسودان وبلاد الشام الممتدة من سوريا ولبنان والأردن والعراق، وسكة حديد المغرب العربي التي تبدأ من مدينة قابس في الجمهورية التونسية وتنتهي في مدينة الدار البيضاء في المغرب مارة بالجزائر. وبصورة عامة نجد أن شبكة السكك الحديدية قصيرة بشكل عام، ولا يوجد ترابط أو تكامل بينها.
سكك حديد بغداد كانت تربط أوروبا بالشرق، فقد كان الخط يبدأ من حيدر باشا في تركيا وينتهي بالبصرة جنوبي العراق. وكانت تمتد منه خطوط فرعية لتصله بإيران وروسيا وسوريا وفلسطين. وكان أول من أسهم في بنائه رؤوس الأموال الألمانية. ولما رأت بعض الدول كروسيا وفرنسا وبريطانيا أن هذا الخط يهدد مصالحها خاصة المستعمرة البريطانية في الهند، احتجت لدى تركيا. لذا جُمّد العمل في الخط عدة سنوات إلى أن استأنفته بريطانيا نفسها عام 1911م حين صار لها نفوذ في العراق بحلول ذلك التاريخ. وكانت قد تمت أجزاؤه التي تصل إلى الأناضول عام 1896م. أما آخر حلقاته فقد تمت عام 1940م.
الميناء البري بالرياض. نفذته المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية لنقل الحاويات من الدمام إلى الرياض عام 1980م.
السعودية.بدأ فيها تنفيذ مشروع الخط الحديدي الذي يربط بين المنطقة الشرقية والوسطى عام 1947م، وذلك عبر خط رئيسي يبدأ من الدمام وينتهي في الرياض، مارًا بالهفوف وحرض والخرج بطول 562كم، وهو خط منفرد بالقياس النموذجي، وله خطوط فرعية بطول إجمالي قدره 164كم. انتهى العمل من هذا المشروع عام 1951م. وتعرف الهيئة التي تشرف على تسيير القطارات باسم المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية. وقد أنجزت هذه الهيئة مشروعين مهمين هما: إنشاء المحطة الجمركية بالرياض، حيث تنقل البضائع مباشرة من ميناء الدمام إلى المحطة الجمركية في الرياض؛ وفي ذلك تيسير لأصحاب البضائع، وفي إجراءات التخليص الجمركي. أما المشروع الثاني فهو إنشاء خط حديدي يكون بمثابة ازدواج للخط الحديدي الأول، ويبدأ من الدمام متجهًا إلى الهفوف، ومنها مباشرة إلى الرياض دون المرور على المحطات الأخرى مما اختصر المدة الزمنية بين المدينتين.
الملك عبد العزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ افتتح الخط الحديدي بين الدمام والرياض عام 1947م.
مصر.أنشئ أول خط حديدي فيها عام 1852م، وقام ببنائه روبرت ستيفنسن بطلب من الخديوي سعيد، وكان طول الخط نحو 51كم. ثم أنشئ خط ثان عام 1868م يصل بين القاهرة والإسكندرية بطول 220كم. وأنشئ خط ثالث في العام نفسه يربط بين القاهرة والإسماعيلية بطول 160كم. وكان الهدف من بناء الخط الأخير نقل القادمين من خارج مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس عام 1869م. وتوجد بمصر الآن شبكة كبيرة من الخطوط الرئيسية والفرعية تمتد من العريش في الشرق إلى مرسى مطروح في الغرب إلى ميناء السد العالي النهري جنوبًا. وتوجد الآن مصانع خاصة ببناء عربات السكك الحديدية سواءً لنقل البضائع أو الركاب. وتعمل معظم الخطوط اليوم بنظام التوجيه الآلي للقطارات والتحكم في حركتها في المحطات وفيما بينها.
الخط الحديدي المزدوج تم إنشاؤه للربط بين الدمام والرياض بديلاً للخط القديم، وقد اختصر المسافة بأكثر من 100كم.
السودان.أنشئ أول خط حديدي فيه عام 1896م عندما حاول اللورد كتشنر الاستيلاء على السودان. وامتد هذا الخط من وادي حلفا في أقصى الشمال إلى مدينة الخرطوم بحري في وسط السودان. وحال دون دخول الخط إلى الخرطوم العاصمة عدم وجود جسر يربط بين المدينتين آنذاك. ثم بُني خط آخر يمتد بين سواكن في الشرق ومدينة عطبرة عام 1904م. وفي عام 1926م تم بناء الخط الحديدي بين بورتسودان في الشرق والخرطوم مرورًا بمدينة كسلا، ثم امتد الخط عبر كوستي إلى الأُبَيِّض في الغرب.
وبعد استقلال السودان توسعت الشبكة لتمتد بين الخرطوم ونيالا ومدينة واو في الجنوب، والخرطوم والدمازين في الجنوب الشرقي. وأصبحت هذه الشبكة تمتد إلى ما يقرب من 6,000كم تصل بين أقصى نقطة في الشمال؛ وادي حلفا، وأقصى نقطة في الشرق؛ ميناء بورت سودان، وامتدت إلى الغرب حتى مدينة نيالا، وإلى الجنوب حتى مدينة واو عبر بابنوسة.
أمريكا الشمالية
تدير جميع خطوط السكك الحديدية في الولايات المتحدة الأمريكية شركات خاصة. ويمثل نقل البضائع المصدر الأكبر للدخل، حيث تبلغ نسبة الدخل من الشحن 95% من مجموع الدخل الكلي للقطارات. وتنقل السكك الحديدية في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 50% من أعمال الشحن بين المدن الأمريكية، وتحتفظ الخطوط الحديدية بهذه النسبة العالية من المرور باستخدام التقنيات الحديثة بكفاءة، وبحركة 10,000 قطار سريع يوميًا، تبلغ حمولة كل منها 2,000 طن متري، وذلك على امتداد أكبر شبكة سكك حديدية في العالم. وتجر القطارات وحداتُ قاطرات عديدة من نوع الديزل الكهربائي.
وتحمل قطارات الشحن جميع أنواع البضائع بما فيها المواد ذات الحجم الكبير مثل الفحم الحجري وخام الحديد والسيارات والحاويات المملوءة ومقطورات الطرق.
ومازال التنافس شديدًا بين النقل البري على الطرق والخطوط الجوية على وجه الخصوص وبين السفر بالسكك الحديدية، حيث جذب النقل البري والجوي كثيرًا من ركاب المسافات الطويلة الذين كانوا يستخدمون السكك الحديدية الأمريكية فيما مضى. وعلى الرغم من ذلك فمازالت هناك شبكة أعمال أساسية للقطارات السريعة المحتوية على عربات نوم ومطاعم وعربات التسلية والترويح. ويقوم بتشغيل هذه القطارات شركة أمتراك، وأمتراك مؤسسة مستقلة شبه عامة أنشأتها الحكومة الأمريكية عام 1970م، لتشغيل قطارات الركاب بين المدن في الوقت الذي كانت تواجه فيه خطوط السكك الحديدية الأمريكية مشاكل مالية وخسارة كبيرة. وبنقل مسؤولية قطارات الركاب إلى أمتراك فقد أعُفيت الشركات الخاصة من مسؤوليتها في التشغيل والمحافظة على خدمات غير مربحة عبر القارة الأمريكية. وأسرع القطارات في خطوط السكك الحديدية الأمريكية هي القطارات العاملة على خط الأنفاق (المترو) بين مدينتي نيويورك وواشنطن، ويبلغ متوسط سرعتها 125كم في الساعة. ويبلغ عدد المسافرين على خطوط السكك الحديدية في الضواحي في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 75% من مجموع مستخدمي السكك الحديدية الأمريكية.
يشبه الموقف في كندا كثيرًا الموقف في الولايات المتحدة الأمريكية. وأسرع قطارات السكك الحديدية الكندية هي العاملة بين تورونتو وأوتاوا ومونتريال. ومعظم المسافرين على السكك الحديدية هم من المناطق عالية الكثافة السكانية في الجزء الشرقي من البلاد، ولكن معظم السكك الحديدية في كندا تعمل في حمل البضائع. ولقد بُدئ بتشغيل خطوط سكك حديدية جديدة لنقل المعادن ذات الأحجام الكبيرة، وخشب الصناعة الخام، بينما تعاني قطارات عبر القارة من عدم إقبال المسافرين عليها.
أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية
تُعَدُّ المكسيك الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطى التي تمتلك شبكة خطوط سكك حديدية. أما الدول الأخرى الأصغر الموجودة في الجنوب، فالخطوط الحديدية فيها عادة معزولة ومركزة في المناطق الساحلية. كانت بنما تمتلك خط سكة حديدية ُأنْشِىَءعبر البرزخ الضيق فيها، ولقد بُنيَ ذلك الخط عام 1855م، أي قبل بناء قناة بنما بزمن طويل.
وللسفر برًا من الساحل الغربي في أمريكا الجنوبية لابد للمسافرين من عبور جبال الأنديز. وخطوط السكك الحديدية في هذه المناطق شبه خرافية، فهي تحمل المعادن المهمة في كل من بيرو وبوليفيا، وهي تقع على ارتفاع نحو 6,000م فوق مستوى سطح البحر، أي أنها أعلى خطوط سكك حديدية في العالم. ولقد أمكن إنشاء ذلك الخط الحديدي باستخدام تدرُّجات شديدة الانحدار وتعرُّجات وانحناءات حادة وأنفاق ومقاطع الحاملات. وتمتلك الأرجنتين أكثر من 40,000كم من خطوط السكك الحديدية موزعة على ثلاثة محددات قياس، وتتفرع من بوينس أيريس في الشرق مع وجود وصلات إلى خطوط السكك الحديدية في كل من باراجواي وأروجواي التي تعمل قاطرات خطوطها الحديدية بالبخار. وتمتلك البرازيل نحو 37,000كم من خطوط السكك الحديدية، منها90% يبعد أقل من 500كم من الشاطئ.
أستراليا
يوجد في أستراليا أكثر من 40,000كم من خطوط السكك الحديدية. وتمتلك تلك الخطوط وتشغلها خمسُ هيئات حكومية، أربع منها تخضع للحكومات المحلية، أما الخامسة فتمتلكها الحكومة الأسترالية المركزية.
توجد ثلاثة أنواع من محددات القياس لخطوط السكك الحديدية الأسترالية. ولقد أصبح من الممكن، منذ عام 1970م، القيام برحلة فقط بين بيرث وسيدني، وذلك على خط سكة حديدية ذات محدد قياسي معياري. ويتمتع ركاب قطار إنديا باسفيك في رحلة طولها 3,938كم بقطارات مريحة. وتستغرق الرحلة ثلاثة أيام تعبر خلالها أرضًا عارية في الغالب. ومنذ عام 1917م، رُبط ذلك الخط بخطوط السكك الحديدية غربي أستراليا والخطوط الأسترالية الأخرى. ويقع في وسط سهل نولاربور أطول خط سكة حديدية مستقيم في العالم يبلغ طوله 478كم، ويستخدم هذا الخط قطار عبر أستراليا الذي يبدأ من أديليد إلى بيرث. ويعيش موظفو هذه الخطوط الحديدية، والعاملون فيها وأسرهم على طول خطوط السكة، وهي مناطق معزولة لدرجة أن قطار الشاي والسكر يزور هؤلاء السكان أسبوعيًا، كما يحمل القطار معه أيضًا الإمدادات الطبية والمواد الاستهلاكية اللازمة لهم، ويعرض القطار بعض الأفلام السينمائية.
ويوجد في قطار غان، عربة ترويح. وسمي بهذا الاسم نسبة إلى رعاة الجمال الأفغان الذين ساقوا مرة مجموعة من الجمال في منطقة شمالي جنوب أستراليا، ويصل بين أديليد وينابيع آليس، ويبلغ طول الرحلة 1,544كم . ويحمل هذا القطار مثله مثل بقية القطارات الأخرى السيارات وعربات النقل المعبأة.
تستخدم جميع عواصم الولايات الأسترالية، فيما عدا داروين، محدد قياس مقداره 4 أقدام و8,5 بوصة (1,435م) بينما محدد القياس المعياري بين أديليد وملبورن هو 1,600 متر. والقطار الذي يسافر ليلاً هو الوحيد بين هاتين المدينتين. وتعمل القطارات من سيدني إلى كل من ملبورن وبرزبين في الليل والنهار. وتوجد قطارات أخرى تذهب إلى كانبرا مستخدمة خطوطًا كهربائية عبر الجبال الزرقاء.
وأكبر نظام خطوط سكك حديدية في المقاطعات الأسترالية هو الموجود في كوينزلاند شمالي كايرنز والذي يبلغ طوله 1,681كم، إضافة إلى عدد آخر من الخطوط الحديدية الطويلة داخل المقاطعة. ويوجد أيضًا في أرض كوينزلاند نظام سكة حديدية ممتد في مناطق زراعة قصب السكر ذو محدد قياس مقداره قدمان (0,610م). وتحمل قطارات الشحن المنتجات الزراعية في كوينزلاند والفحم الحجري من منطقة جنوبي نيو ساوث ويلز.
نيوزيلندا
أُسست جميع خطوط السكك الحديدية في نيوزيلندا بمحدد قياس معياري قدره ثلاثة أقدام وست بوصات (1,067م) بهدف تخفيض تكلفة الإنشاء. ونظرًا لطبيعة التضاريس الأرضية الوعرة، فلقد ظهرت أثناء إنشاء الخطوط الحديدية الكثير من الأعمال الهندسية الخارقة مثل الكثير من الأنفاق والسكك المرتفعة والجسور المعلَّقة، وخاصة في الجزيرة الشمالية المعرضة للزلازل. ويمر خط السكك الحديدية الرئيسي عبر حلزون روريمو الشهير وفي سلسلة من العقد يبلغ طولها 11كم، ويسير هذا الخط إلى أعلى بميل كبير يتدرج من 1 إلى 52. ولقد بُنِي في شمال شرقي الجزيرة الشمالية بعض الخطوط الحديدية لتحمل خشب الصناعة الخام من الغابات الاصطناعية هناك.
ويبلغ دخل قطارات خدمات الركاب 5% فقط من مجموع دخل السكك الحديدية في نيوزيلندا. ويسير على كل خط من خطوط السكك الحديدية في الجزيرة ستة قطارات رئيسية يومية في معظم الأيام. وتشرف على الرحلة الليلية بين ولنجتون وأوكلاند (685كم)، والتي تستغرق 12ساعة، شركة نورثرن. وتعمل شركة باي إكسبريس على خط الفرع المتجه إلى نبيير في الشرق، ويعمل عليها أحد قطارات الدرجة الأولى الذي يوجد فيه عربة مشاهدة. ويمر هذا الخط عبر جسر موهاكا المعلق الذي يبلغ ارتفاعه عن الوادي 97م، وهو أعلى ارتفاع لجسر في نيوزيلندا.
تتصل الجزر الشمالية والجنوبية فيما بينها عن طريق العبَّارات التي تحمل مركبات الطريق وخطوط السكك الحديدية معًا. وتطوَّر في الجزيرة نظامان لخطوط السكك الحديدية، كل على حِدة، ولكنهما يستخدمان بصفة دائمة المعدات الدارجة المشتركة. وقد أُكْمِلت وصلة العبَّارة عام 1962م. وتوجد وصلة خط حديدي طولها 351 كم تصل إلى كريستتشيرش، وينطلق منها إلى الساحل الغربي خط سكة حديدية وحيد يتسلق إلى ممر آرثر، بميل كبير. ويبلغ طول مسافة التسلق 13 كم خلال نفق أوتيرا. وتعمل على هذا الخط قطارات كهربائية. وتعمل شركة سوثرنير على الخط الحديدي الممتد على طول الساحل الشرقي والذي يبلغ طوله 594كم. ويبدأ هذا الخط من كريستتشيرش إلى إنفركارجل. وتستغرق هذه الرحلة تسع ساعات. ولقد بُني عام 1955م نفق طوله 9كم لتجنب المرور بمنحدر ريموتاكا الشهير، واحتاج العمل في ذلك النفق إلى خمس قاطرات بخارية لجذب قطار لمسافة 265م على طول 5كم.
الصين
السكك الحديدية في الصين عالية الكفاءة، ومعدل التوسع فيها أسرع من التوسع في أي نظام آخر في العالم، حيث تعتبر السكك الحديدية هي الوسيلة الأساسية لنقل الركاب وعمليات شحن الفحم الحجري وحديد التسليح والحبوب. وتعمل قطارات الشحن بقاطرات يبلغ وزن كل منها عدة آلاف من الأطنان المترية، وذلك على أزواج من القطارات البخارية المصممة آليًا والمؤسسة على صورة القاطرات في الاتحاد السوفييتي السابق. كما أن عربات الركاب ذات مظهر سوفييتي، ويرجع ذلك إلى مساعدة السوفييت للصين في إنشاء مصانع وورش السكك الحديدية في السنوات التي تلت ميلاد جمهورية الصين الشعبية الشيوعية عام 1949م. ومازال الصينيون متفردين في بناء القاطرات البخارية، فهم يحتاجون إلى جميع الطاقة المحركة التي يمكن الحصول عليها لتحقيق المتطلبات المتزايدة والتوسعات الكبيرة في إمداد القاطرات، كما أنهم يستخدمون قوة سحب البخار، وهذا أمر مفهوم ومتوقع في دولة تمتلك أكبر مخزون من الفحم الحجري في العالم مع عجز كبير في النفط، أي إن الدولة تحاول الاعتماد على نفسها في مصادر الطاقة اللازمة للسكك الحديدية.
توجد في الصين مناطق شاسعة لاتتوافر فيها سكك حديدية. ويتركز معظم نظام خطوط السكك الحديدية الحالي تقريبًا في شرق البلاد، ويبلغ طول أحد أهم هذه الخطوط 2,313كم، ويمتد هذا الخط باتجاه الشمال، وهو يعمل بين غوانغزهاو (كانتون) والعاصمة بكين، ويستمر في طريقه إلى المنطقة الصناعية في الشمال الشرقي حول شنيانج حتى يصل إلى منشوريا. ويمتد خط السكة الحديدية الرئيسي الثاني من بكين في اتجاه الجنوب إلى شنيانج بطول 1,462كم، وهو يتصل بخطي غوانغزهاو ناحية الجنوب الغربي. ولايمر خطا السكة الحديدية الرئيسيان بمناطق بها مرتفعات أو جبال، إلا أن الخط الفرعي المتجه إلى الغرب من نقاط الوصل على الخط المتجه من الشمال إلى الجنوب لابد أن يمر عبر جبال عالية. ولقد أنشئت خطوط سكك حديدية عبر هذه الموانع الطبيعية للوصول إلى المناطق النائية من البلاد، وكذلك للوصول إلى مناطق الترسبات المعدنية. ويوجد 405 أنفاق في أحد هذه الخطوط الذي يبلغ طوله 916كم. وهناك خط آخر طوله 1,065كم يوجد به 427 نفقًا. وتشمل خطوط السكك الحديدية التي طُوِّرت في التسعينيات من القرن العشرين خط سكة حديدية طويلاً يصل إلى يرومكي في أقصى الشمال الغربي. وتتم حاليًا كهربة هذا الخط بسرعة بحيث يمكنه في المستقبل أن يتصل بخطوط السكك الحديدية السوفييتية. ومتى ما أنجز هذا الخط الحديدي فإنه سيقلل طول الرحلة من الصين إلى أوروبا بنحو 1,000كم. ومن هذا الخط الحديدي الطويل عند مدينة لانزو يتفرع خط يتجه للغرب قبل أن يبدأ في الاتجاه إلى الجنوب. ويتم الآن توسعة هذا الخط أيضًا في اتجاه الجنوب إلى مدينة لاسا في التيبت.
القطارات ذات الطابقين تُستخدم في إيطاليا وبعض الأقطار الأوروبية الأخرى للتخفيف على الخطوط المفردة المشغولة والمزدحمة بصورة كبيرة من ركاب الضواحي.
أوروبا
تمتلك كل دولة من الدول الأوروبية نظام سكك حديدية خاصًا بها وبصفات مميزة لكل دولة. ويشرح هذا الجزء من المقالة بعض شبكات السكك الحديدية الكبيرة. تعمل القطارات في أوروبا بنظام مقطورات الديزل أو الكهرباء أو خليط من وحداتهما أو بنظام قاطرات السحب. ويعتمد اختيار نظام معين على الطبيعة الجغرافية لكل دولة بالإضافة إلى احتياجات الناس الداخلية. وتستخدم معظم السكك الحديدية محدد قياس معياري مقداره أربعة أقدام وثماني بوصات ونصف البوصة (1,435م). ويستثنى من ذلك فنلندا وروسيا اللتان تستخدمان محدد قياس قدره خمسة أقدام (1,52 م)، وأسبانيا والبرتغال اللتان تستخدمان محدد قياس مقداره خمسة أقدام وست بوصات (1,676م). وتتعاون السكك الحديدية الأوروبية في تشغيل شبكة القطارات الدولية والمكونة في الغالب من عربات ركاب من أكثر من دولة واحدة. وفي بعض الأحيان تحتوي القطارات الدولية على عربات نوم وعربات شحن لحمل سيارات الركاب. وتعمل أنظمة وصلات العبَّارات لتصل بين السكك الحديدية عبر الموانع المائية. وأقصر وصلات السكك الحديدية الأوروبية موجودة في الدول الإسكندينافية بين الدنمارك والسويد. ويمكن للقطارات في الدول الأوروبية أن تنتقل إلى خطوط غير قياسية مادام ضبط المسافة بين العجلات ممكنًا أو أمكن تبديل مجمَّعات العجلات. ويوجد عدة أنواع مختلفة من نظام كهربة الخطوط في أوروبا. ويمكن لبعض القاطرات التحول من نظام طاقة إلى نظام آخر دون توقف. وهكذا يمكن المحافظة على مواعيد القطارات السريعة عبر أوروبا التي توفر خدمات الدرجة الأولى المتميزة للركاب، بما فيها المطاعم والكثير من التسهيلات الأخرى الضرورية لرجال الأعمال. ويستطيع المسافرون في هذه القطارات قطع مسافة تبلغ عدة مئات من الكيلو مترات والعودة إلى منازلهم في اليوم نفسه.
تشغِّل عدد من الدول الأوروبية خدمات قطارات ركاب عالية السرعة، ومن أمثلة ذلك، قطارات بندولينو الإيطالية التي يمكنها الانحناء لتأخذ منحنيات شديدة الانحدار، وتُستخدم هذه القطارات في السكة الحديدية التي تربط ميلانو بروما. وتجري في ألمانيا قطارات عالية السرعة من هامبورج عبر شتوتجارت إلى ميونيخ، وتبلغ سرعة تلك القطارات 250كم/ساعة. ويعمل أسرع قطارات أوروبا في فرنسا، وهو قطار سريع جدًا يعرف بالحروف (تي.جي.في) وهو قطار ذو سرعة فائقة. ولقد أنجز خط السكك الحديدية الجديد للقطارات السريعة بين باريس وليون عام 1983م. كما انتهى أيضًا جزء آخر من ذلك الخط عام 1989م، وهو يخدم منطقة غربي فرنسا. وسوف يعمل قطار (تي. جي. في) في نفق المانش خلال توصيلة بين باريس وَلَيلْ، كما توجد خطط لمد شبكة خطوط السكة الحديدية السريعة إلى كل من بلجيكا وهولندا وألمانيا.
أدى توحيد ألمانيا عام 1990م إلى زيادة كبيرة في المرور بين مناطق شرقي ماكان يُعرف بألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية وغربيها، وتمت إعادة الخط القديم الذي كان قد توقف استخدامه لمدة 40 سنة، ويرجع التوقف حينذاك إلى وجود الحدود بين الكتلة الشرقية ودول أوروبا الغربية. ولقد تم دمج خطوط السكك الحديدية بين برلين ودرزدن وليبزج لتكوِّن السكة الحديدية الموحّدة لألمانيا، كما يتم حاليًا التخطيط لكهربة خط السكك الحديدية العاملة بين هامبورج وبرلين، لمنافسة تحديث خطوط السكك الحديدية بين النمسا وتشيكوسلوفاكيا السابقة. وتُعَدُّ خطوط السكك الحديدية الدولية للشحن عبر أوروبا مهمة للغاية. وتوجد بين الدول الأوروبية المختلفة ترتيبات خاصة لتبادل عربات القطارات بين الدول، كما تحافظ كل دولة على تجانس نظام التشغيل.
خطوط السكك الحديدية الهندية. تحمل خطوط السكك الحديدية الهندية أكثر من عشرة ملايين مسافر يوميًا. وتقدم في المحطات المرطبات والوجبات المحجوزة مسبقاً خلال فترات التوقف الطويلة للقطارات.
الهند
يسافر في الهند يوميًا على خطوط السكك الحديدية ما يزيد على عشرة ملايين مسافر في قطارات يبلغ عددها 11,000 قطار. وبعض هذه الخطوط مكدَّس بالركاب لدرجة أن عددًا من هؤلاء الركاب يضطرون للركوب على أسطح العربات. وتُعَدُّ شبكة خطوط السكك الحديدية الهندية رابعة أكبر نظام سكك حديدية في العالم، حيث يبلغ مجموع أطوال الخطوط أكثر من 60,000كم. ومعظم الخطوط من النوع ذي المحدد القياسي العريض، أي خمسة أقدام وست بوصات (1,676م). ونسبة خطوط السكة الحديدية ذات محدد القياس العريض في ازدياد مع التوسع في بناء الخطوط الجديدة. كما تُحول الخطوط القديمة ذات محدد القياس المتري، وبالذات الخطوط المستخدمة بكثرة، إلى المحدد القياسي العريض.
ولقد صُمِّمت الشبكة الأساسية ذات محدد القياس العريض من الخطوط الحديدية في الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تشمل أيضًا خطوط السكك الحديدية فيما يُعرف الآن باسم باكستان. وقد تمَّت كهربة خطوط السكة الحديدية العاملة بين دلهي وكل من بومباي وكلكتا. وتحمل هذه الخطوط الأساسية معظم الشحن والبضائع الكثيرة في الهند بما فيها: الإسمنت والفحم الحجري والأسمدة والحبوب والنفط والفولاذ. وتُعَدُّ السكك الحديدية في الهند إحدى أهم ممتلكاتها، وتظهر فيها الكثير من المعالم والتصميمات البريطانية. ومازالت اللغة الرسمية المستخدمة في القطارات والسكك الحديدية في الهند هي اللغة الإنجليزية، ومنذ الاستقلال عام 1947م، أصبحت القاطرات (في البداية بخارية، ثم ديزل وبعد ذلك كهربائية) والمعدات الدارجة الآلية والكهربائية تُصنَّع في الهند. ولقد استطاعت مراكز البحوث في السكك الحديدية الهندية ذات الكفاءة العالية المحافظة على برامج تطوير القطارات الهندية وتحديثها.
ولايزال الكثير من القطارات البخارية مستخدمًا حتى الآن في الهند، إلا أنه مستخدم أساسًا على خطوط ذات محدد قياس متري. وتسحب قاطرات البخار على الخطوط ذات محدد القياس العريض، قطارات الركاب الأقل سرعةً، بينما تسحب قاطرات الديزل قطارات الشحن عندما يكون ذلك ممكنًا. وشبكة خطوط السكك الحديدية للركاب في الهند منظمة إلى درجة كبيرة، وتغطي جميع أرجاء البلاد، وتستغل التسهيلات المتوافرة إلى أقصى قدر ممكن لخدمات الركاب. ويوجد نظام حجز مفصَّل يعمل إلى درجةكبيرة بالحاسوب. ورحلات قطارات الهند بطيئة مقارنة بالنظم الحديثة في أماكن أخرى، مع تعطل القطارات وتوقفها لفترات طويلة في المحطات لشراء المرطبات أو إحضار الوجبات الغذائية، والتي قد سبق حجزها، إلى القطار. وكثير من القطارات طويل جدًا بصورة ملحوظة، ويصل عدد عربات بعض هذه القطارات إلى 18 عربة ثقيلة، ويوجد في العادة بينها عربة واحدة مكيفة الهواء في الأقل. ويمكن تحويل مقاعد السفر في عربات الركاب إلى مضاجع للنوم في الليل. ولاتزيد سرعة أفضل القطارات، مثل قطار ريدهاني السريع المكيف الهواء الذي يعمل بين نيودلهي وبومباي وكلكتا، عن 85كم/ساعة. وتبلغ سرعة أسرع قطار في الهند 90كم/ساعة، وهو قطار شاتابدي السريع الذي يعمل بين دلهي وبوبال في رحلة يبلغ طولها 600كم. ومتوسط سرعة القطارات الجيدة العاملة في الهند تتراوح عادة بين 50 و60كم/ساعة. والقطارات ذات المحدد القياسي المتري أبطأ بكثير، ففي أحسن الأحوال لاتزيد السرعة عن 50كم/ساعة. ومن أمثالها قطار مدينة بنك السريع الذي يصل إلى جيبور. وقطارات ضواحي بومباي وكلكتا الكهربائية من القطارات المزدحمة للغاية، ولايمكن بأي حال من الأحوال إغلاق أبوابها، حيث يتعلق الركاب على الأبواب من الخارج، ويُحتمل جدًا أن تحمل هذه القطارات ضعف سعتها الأساسية من الركاب وهي 1,500 راكب رسميًا. ولقد أُنشئت في مدينة كلكتا أول مرحلة من خطوط السكك الحديدية لقطارات الأنفاق، بينما أُنشئت أطول سكة حديدية مكهربة ذات محدد قياس متري في الضواحي في مدينة مدراس.
ويوجد في أنحاء الهند سكك حديدية أخرى ذات محدد قياس ضيق تصل أبعاد بعضها إلى قدمين وست بوصات (0,762م). ومن أمثلة ذلك خطوط السكك الحديدية في ولاية بارودا. وبعض السكك الحديدية الأخرى ذات محدد قياس يبلغ قدمين (0,610م)، ومن أمثلة ذلك خطوط السكك الحديدية في ولاية جواليور. وتوجد عدة خطوط مثيرة للاهتمام تخدم المناطق الجبلية، فعلى سبيل المثال، يمكن الوصول إلى منطقة سيمالا في سفوح جبال الهملايا عن طريق قطارات تستغرق أربع ساعات في قطع رحلة شديدة الالتواء طولها 96كم مع توقف لتناول طعام الإفطار في منتصف المسافة. ويُعَد مايسمى القطار اللُّعبة (محدد قياس 0,610م) المتجه إلى منطقة دارجيلينج من القطارات الممتعة للركاب غير المتعجلين. وتنطلق صافراته عبر الطريق، وهو يتأرجح للأمام وللخلف، وتنافس تلك القطارات خدمات الحافلات المحلية. وتستغرق هذه الرحلة أكثر من ثماني ساعات يقطع القطار خلالها رحلة طولها 87كم بما فيها أربعة حلزونات وخمسة متعرجات للوصول إلى القمة. وتعمل قاطرات الخط إلى أوتكاموند في الجنوب ذات المحدد القياسي المتري بالبخار، وتدفع القاطرات القطار إلى المقاطع العلوية على طول حافات وعبر جسور معلَّقة. وتستخدم خطوط السكك الحديدية الهندية مجموعة متنوعة من القطارات التي لامثيل لها لجذب السياح، ومنها القصر المتحرك على عجلات، وهو قطار سياحي فخم مكوّن من غرف جلوس (صالونات)، ويوجد في دلهي متْحف لخطوط السكك الحديدية مُعَدّ بطريقة جيدة مع متحف في الهواء الطلق.
قطار الطلقة (الرصاصة) الياباني. يمكن لهذا القطار أن يسافر بسرعة تزيد على 160 كم/ ساعة. والقطار انسيابي وعديم الضوضاء بالداخل.
اليابان
تمتلك اليابان أعلى نسبة من حيث عدد رحلات السكك الحديدية للفرد الواحد من السكان مقارنة بأية دولة أخرى في العالم، وذلك من خلال عدد من القطارات يصل إلى 26,000 قطار يوميًا. وتوجد شبكة خطوط سكة حديدية كبيرة بمحدد قياسي يبلغ ثلاثة أقدام وست بوصات (1,067م) ويعمل معظمها بالكهرباء. ولتحقيق احتياجات المناطق الصناعية في جنوبي أكبر جزيرة في اليابان وهي جزيرة هونشو العالية الكثافة، فقد بدأ القطار السريع المعروف باسم الطلقة (الرصاصة) الانطلاق عام 1964م بين طوكيو وأوساكا على خط جديد ذي محدد قياس معياري مقداره أربعة أقدام وثماني بوصات ونصف البوصة (1,435م)، ويُعرف ذلك القطار باسم شنكانسين. وفي الرحلة المذكورة يمر القطار على كثير من الجسور المعلقة ويعبر 66 نفقًا، اثنا عشر منها يزيد طول كل واحد منها على كيلومترين.
قطارات شنكانسين قطارات كهربائية بها عادة 16 عربة، ويمكنها الاحتفاظ بسرعة عالية جدًا. وقد افتُتحت امتدادات جديدة لخطوط السكة الحديدية من أوساكا عبر هيروشيما إلى فوكووكا/ هاكاتا في جزيرة كيوشو الجنوبية، وتبلغ أطوال الخطوط الجديدة 554كم تقطع تلك القطارات نصف هذه الأطوال خلال أنفاق. وتجري على تلك الخطوط الحديدية السريعة قطارات الركاب فقط. وتكون الخطوط الحديدية خالية تمامًا لإجراء عمليات الصيانة من منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحًا، حينما يغادر أول قطار طوكيو متجهًا إلى فوكووكا. والقطارات انسيابية جدًا أثناء سيرها وخالية تمامًا من الضوضاء. وتوجد عربات خضراء أي ردهات وغرف جلوس في كل قطار وعربات للطعام في القطارات الأسرع. ويتلقى السائقون تعليمات إرشادية على جهاز خاص في حجرة القيادة، ويراقب الخط بصفة دائمة تحسُّبًا لأية هزات أرضية. ويوجد أيضًا خطوط شنكانسين من طوكيو إلى نيجاتا على الشاطئ الغربي (301كم) وإلى موريوكا في الشمال بطول (497كم) ومنها تستمر قطارات عادية إلى جزيرة هوكايدو الشمالية خلال نفق سيكان الذي يبلغ طوله 54كم، وهو أطول نفق في العالم. وتحمل خطوط ذات محدد قياس مقداره 1,067م جميع قطارات الشحن إضافة إلى جميع قطارات عربات النوم. ولقد تم إحلال قطارات الركاب الأخرى على طرق خطوط السكك الأساسية بالقطارات عالية السرعة.
جنوب إفريقيا
أُقيم نظام السكك الحديدية في جنوب إفريقيا، المعروف باسم سبورنِتْ، أساسًا لخدمة نقل البضائع مع وجود قليل من قطارات الركاب. ولكن قطارات البضائع تحتوي عادة على عربات خاصة بالركاب، ويوجد في الأقل قطار واحد للركاب يوميًا تتوفر فيه تسهيلات جيدة على جميع الخطوط الأساسية المكهربة والعاملة بين جوهانسبرج والمدن الساحلية التالية: ديربان ولندن الشرقية وميناء إليزابيث وكيب تاون. وسرعات القطارات في جنوب إفريقيا ليست عالية. ويغادر القطار الأزرق بريتوريا ثلاث مرات في الأسبوع، حيث يقطع رحلة طولها 1,600كم إلى كيب تاون، وتستغرق الرحلة 25 ساعة. يُعَدُّ القطار الأزرق من أفخم القطارات في العالم مع خدمات متميزة وتسهيلات تناسب خدمات فنادق الدرجة الأولى. ورغم أن القطارات تعمل على خطوط سكك حديدية ذات محدد قياس معياري مقداره ثلاثة أقدام وست بوصات (1,065م) فإن الفُسَح الموجودة بين خطوط السكك الحديدية تساعد العربات في أن تكون أضيق قليلاً من العربات ذات محددات القياس العريض في خطوط السكك الحديدية الأوروبية، ويتضح ذلك من حجم القاطرات البخارية الضخمة العاملة في جنوب إفريقيا، ومازال في المستودعات 200 قاطرة من هذه القاطرات، وهي تُستخدم في رحلات خاصة أو على قطارات الرحلات العادية للفُسَحة ولعشاق القطارات. ويوجد عدد محدود من قطارات البخار العاملة في الرحلات اليومية الاعتيادية على خطوط تعدين الفحم الحجري. تستخدم خطوط السكك الحديدية في جنوب ديربان، محدد القياس ذا الثلاثة أقدام (0,610م) بصورة قليلة فيما عدا استخدامها لشركة خاصة، وتعمل في خدمات الشحن وبخاصة في نقل الخشب والحاصلات الزراعية. ويُستخدم الخط الحديدي ذو محدد القياس الضيق، الذي يعمل من ميناء إليزابيث، لنقل الحجر الجيري والتفاح، ويظهر في هذه السكة جسر معلق طوله 197م وارتفاعه 78م ويُعْرَف باسم فان ستادن.
وتوجد في جنوب إفريقيا سكك حديدية تتبع نظام السيور المتحركة، ومن أمثلة ذلك خط يبلغ طوله 830كم وموقعه في شمالي مقاطعة الكاب، ويعمل بين سيشين وخليج سالدانا. ويعمل ذلك الخط بالتيار الكهربائي المتردد غير العادي بجهد 50 كيلو فولت. ويقوم بنقل خامات الحديد. ويوجد خط حديدي حديث تعمل عليه قطارات الشحن من مناجم الفحم الحجري في فرهيد. ولقد بُني رصيف بحري في خليج ريتشارد شمالي ديربان يستطيع تحَمُّل قطارات بسعة 5,500 طن. وتوجد وصلات خطوط سكك حديدية بين خدمات قطارات الركاب في جنوب إفريقيا وخدمات قطارات الركاب في كل من ناميبيا وزمبابوي مارة بجمهورية بتسوانا، لكن وصلة السكك الحديدية إلى موزمبيق تحمل ركابًا فقط إلى الحدود بين البلدين.
المملكة المتحدة
تتركز خطوط السكك الحديدية في المملكة المتحدة، وهي مملوكة للدولة، حول مدينة لندن، ومنها تتفرع الخطوط الحديدية إلى سائر أرجاء المملكة. وتبدأ جميع السكك الحديدية المتفرعة من سبع محطات أساسية في قلب لندن. وتحمل خطوط السكك الحديدية البريطانية أكثر من مليوني مسافر يوميًا على نحو 15,000 قطار على شبكة سكك حديدية تصل أطوالها إلى 18,500كم.
وتوجد سكتان أساسيتان للخطوط الحديدية. الخط الحديدي المكهرب الذي يجري غربًا، وهو يتجه شمالاً من محطة إيستون في لندن إلى محطة جلاسجو في أسكتلندا مع وجود تفرُّعات إلى برمنجهام ومانشستر وليفربول. ولقد تم حديثًا كهربة الخط الشرقي الذي يبدأ من محطة كينجز كروس في لندن ومنها تتجه القطارات إلى يورك ونيوكاسل في طريقها إلى أدنبره. وتعمل على هذه السكة حاليًا أسرع قطارات في بريطانيا، بمتوسط سرعة 160كم/ساعة. وأقصى سرعة لها هي 225كم/ساعة. وقطارات السفر بين المدن في السكك غير المكهربة، عالية السرعة، كما توجد عربة طاقة في كلا طرفيها. وقد بدأت هذه القاطرات أول عمل لها في الخط الذي يربط بين لندن وبريستول وساوث ويلز عام 1976م، وتعمل هذه القطارات بسرعة تصل إلى 200 كم/ساعة. وتسحب القطارات البريطانية الأخرى قاطرات، ويشمل القطار أيضًا عربة نوم، وعربة خدمة. وتستخدم السكك الحديدية عبر المملكة المتحدة قطارات الديزل الكهربائية المعروفة باسم السريعة وهي مستخدمة بوجه خاص في ويلز وشمال غرب أسكتلندا حيث تُعَدُّ قطارات العربات اقتصادية للعمل على المسافات الطويلة، ولكنها قليلة الاستخدام على خطوط السكك الحديدية وحيدة الخط مع وجود إشارات الراديو الحديثة.
ويخدم مدينة لندن بطريقة جيدة عدد كبير من قطارات الضواحي، ويستعمل اثنان من هذه الخطوط، في شمالي المدينة، الكبلات الكهربائية المعلقة ذات الجهد 25 كيلو فولت، والتي تخدم محطات قطارات تحت الأرض. ويتصل أحد هذين الخطين مع شبكة خطوط جنوب شرقي لندن إلى الجنوب من نهر التايمز. وتعمل هذه القطارات بالكهرباء بجهد قدره 750 فولت من قضيب حديدي ثالث، ولهذا فإنها تحتاج إلى قطارات خاصة ثنائية الفولتية. وتتعامل مدينة لندن أيضًا مع المرور القادم من أوروبا عبر قناة المانش والمفتتح عام 1994م. وتمدّ خطوط الجنوب الشرقي العاملة بالكهرباء لندن بأقصى خدمات الضواحي وأكثرها ازدحامًا وكثافة، مع أقصى استخدام في الصباح وفي المساء في ساعات الذروة. وتعمل جميع القطارات حول لندن، في دائرة قطرها 120 كمً، على شكل قطاع واحد. وعلى الرغم من عدم جدوى هذه الخطوط اقتصاديًا، إلا أنها ذات أهمية كبيرة للندن، ولذلك فهي تلقى دعمًا ماليًا كبيرًا من الحكومة.
وتنُقل البضاعة والشحنات على خطوط السكك الحديدية البريطانية باستخدام نظام الحاويات، وكذلك يُنقل على قطارات الشحن الفحم الحجري والحجارة. وتجري بعض قطارات الشحن في مواعيد محددة ولشركات معينة. وتستأجر مجموعات خاصة، من دعاة المحافظة على السكك الحديدية، في شهور الصيف القاطرات البخارية لسحب القطارات السياحية في رحلات يومية في المناطق ذات المناظر الطبيعية. وتُسَيِّر خطوط السكك الحديدية البريطانية في شهور الصيف أيضًا رحلات اليوم الواحد مع تسهيلات لوجبة الغداء، وهي من الرحلات المرغوبة والمربحة في الوقت نفسه.
أيرلندا
خطوط السكك الحديدية في جزيرة أيرلندا جميعها من نوع محدد القياس العريض ذي خمسة أقدام وثلاث بوصات (1,600م). وتبلغ طول شبكة السكك الحديدية في جمهورية أيرلندا 1,950كم. تمتلك السكك الحديدية في جمهورية أيرلندا أنظمة النقل الحكومية المعروفة باسم كوراس لمبيار إيرنين. وتشغل شبكة السكك الحديدية شركة متفرعة منها تُعرف باسم لانرود إيرنين. وتشغل شركة لانرود إيرنين الشبكة الحديدية في أيرلندا بأحدث النظم في العالم، وهي تنظم خدمات السفر بقطارات الركاب من دبلن إلى الجنوب والغرب في جمهورية أيرلندا. وتتميز شبكة سكك حديد جمهورية أيرلندا بعدم وجود أية تفرعات أو اتصالات كثيرة مع الخط الأساسي، وإن كانت خطوط الشحن تمتلك قدرة الاتصال بخطوط حديدية أخرى. وتحمل خطوط الشحن أساسًا الإسمنت والأسمدة وبنجر السكر. وتوجد تجارة حاويات مهمة تقوم القطارات بنقلها إلى الموانئ وبلفاست في أيرلندا الشمالية لتنقلها العبارات إلى بريطانيا. وتشارك كل من أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا في خدمات خط قطار الركاب الرئيسي الرابط بين دبلن وبلفاست. وتبلغ طول شبكة خطوط السكك الحديدية في أيرلندا الشمالية نحو 300 كم.
وقد تم الانتهاء من خطوط سكك حديدية سريعة (نقل سريع في منطقة دبلن) عام 1984م، ويبلغ طول هذه الشبكة 36كم، وتمتد الخطوط الحديدية الموجودة من هوث في الشمال إلى دون لوري وبراي في الجنوب، وقد تمت كهربتها، كما افتتُحت بعض المحطات الجديدة.
هواة السكك الحديدية
مازال كثير من الناس يعشقون قاطرات السكك الحديدية البخارية، وقد أدى هذا العشق والاهتمام إلى الإقبال على السكك الحديدية باعتبارها نوعًا من الهواية وقضاء وقت الفراغ، كما صاحب ذلك ظهور الكثير من الكتب والمجلات وأشرطة التسجيل المرئية (الفيديو) عن السكك الحديدية. وتمتلك الكثير من الدول متاحف للسكك الحديدية، كما تحافظ بعض الدول على خطوط السكك الحديدية البخارية بحيث يمكن لهواة القاطرات البخارية التمتع بمنظرها وسماع صوتها وشم رائحة البخار المتصاعد منها بل وركوبها، ويمكنهم أيضًا تشغيلها. ولقد ظهرت ونمت أساليب وطرق للمحافظة على خطوط السكك الحديدية وبالذات في أمريكا وأستراليا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. ويقوم المتطوعون بالمحافظة على القاطرات وعربات السكك الحديدية المعطلة وإصلاحها وتشغيلها على جزء قصير من الخط أو أجزاء متفرعة من الخطوط غير المستخدمة أو على الخطوط الأساسية. ومن أوائل الخطوط التي استُخدمت في ذلك خط تاليلين في ويلز عام 1949م، وخط السكة الحديدية في بوفنج بيلي في أستراليا عام 1953م.
ويوجد أكثر من ألف قاطرة بخارية تمت المحافظة عليها في بريطانيا، ونحو ألفين في أمريكا. ومع أن المحافظة على القطارات ذات محدد القياس الصغير (الضيق) أقل تكلفة من الخطوط ذات محدد القياس الكبير، إلا أنه تم في بريطانيا المحافظة على خط ذي محدد معياري (1,435م). ولقد كان خط بلوبل الحديدي في منطقة سسكس أول خط ذي محدد قياس معياري تتم المحافظة عليه عام 1960م. وتمتلك شركة خطوط نين فالي المتخصصة في خطوط السكك الحديدية الأجنبية الموجودة في كمبردجشايَر قاطرات وعربات قطارات من عدد من الدول الأوروبية.
ويمكن لمن يريد الاستمتاع بمشاهدة القطارات البخارية التي مازالت تستخدم يوميًا السفر إلى الهند أو الصين حيث مازالت قطارات البخار تعمل هناك.
تاريخ
لقد بدأ أول خطوط السكك الحديدية بوضع قطع من خشب الصناعة الخام في أرضية المناجم أو بالقرب منها، وكان يمكن لعربات صغيرة ذات عجلات خشبية أن تجري على هذه القطع بسهولة. وانتشرت هذه الخطوط في أوروبا في منتصف القرن السادس عشر الميلاديّ. ومع بداية القرن الثامن عشر الميلاديّ، انتشرت خطوط العربات الخشبية بصورة كبيرة في مناجم الفحم الحجري في شمالي إنجلترا. ومع ظهور هذه الخطوط وانتشارها تمكنت الخيول من جرِّ أحمال أكثر ثقلاً. تم تثبيت ألواح من الحديد الزهر على الخطوط الخشبية لحفظها من البلى منذ عام 1738م.
ومع مرور الزمن تم تعديل تصميم العجلات لتتماشى مع الوضع المستجد بحيث تجري العجلة على لوح حافته مقلوبة لأعلى. وفي عام 1786م وضع البريطاني وليم جيسوب ـ وهو من الرواد الأوائل في السكك الحديدية ـ أول خط سكك حديدي حقيقي في لفبرو في ليسترشاير، وقد صُنع الخط من قضبان قصيرة من الحديد الزَّهْر مدعومة في نهايتها بكتل صخرية. وكانت عجلات العربات ذات شفة (حافة بارزة). وكان جيسوب مسؤولاً عام 1803م عن بناء خطوط السكة الحديدية في سري، وهو أول خط سكة حديدية في العالم لنقل البضائع العامة. ويبدأ هذا الخط من كرويدون متجهًا إلى واندزورث ولندن.
ولقد استُخدمت على ذلك الخط الخيول لجر قطارات يصل وزنها إلى 55 طنًا متريًا. ويمكن مشاهدة آثار ذلك الخط الحديدي في سري. وكان هذا الخط مصممًا لينتهي في بورتسماوث في هامبشاير إلا أنه لم يُنجز بكامله، وأُنشئت منه بعض الأجزاء فقط.
بداية عصر السكك الحديدية
قادت بريطانيا العالم إلى استخدام القاطرات البخارية على خطوط السكك الحديدية، حيث بنى ريتشارد تريفيثيك، وهو مهندس تعدين من منطقة كورن، أول محرك بخاري يستخدم ضغط البخار العالي في عملية الدفع، ولقد حُوِّل ذلك المحرك إلى قاطرة تمكنت عام 1804م من أن تسحب بسهولة على ألواح من الحديد في منطقة ميرثر تيدفل في جنوبي ويلز حمولة قدرها 25 طنًا متريًا، ولقد افتُتح أول خط للترام تجره الخيل ويستعمله الركاب عام 1807م بين سوانسي ومومبلز في ويلز.
كما افتُتح أول خط سكة حديدية للعموم يستخدم قاطرات بخارية عام 1825م بين ستوكتون ودارلينجتون في شمال شرقي إنجلترا. وعند الافتتاح الرسمي لذلك الخط، قاد المهندس جورج ستيفنسون قاطرته البخارية بسرعة 24كم/ ساعة، وهي تسحب خلفها قطارًا يحمل الركاب. وفي 1829م كسب ستيفنسون وولده روبرت الرهان بقاطرتهما البخارية روكيت والتي سحبت قطارًا وزنه 20 طنًا متريًا لمسافة 56 كمً في ساعتين، وبلغت أقصى سرعة لها 38كم/ساعة. وقد اختيرت هذه القاطرة لتسحب قطارًا خاصًا ركبه دوق ولنجتون عند افتتاحه خط السكة الحديدية بين ليفربول ومانشستر عام 1830م. ومثّل هذا الحدث بداية عصر السكك الحديدية. وكان ذلك الخط يعمل كلّه بالبخار، وتجري القطارات بانتظام طبقًا لجدول مخطط لخدمات الركاب. ثم عاد الخط بين ستوكتون ودارلينجتون إلى استخدام الخيول لخدمات الركاب بعد افتتاحه.
وفي الفترة الزمنية نفسها تقريبًا بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية أول خط سكة حديدية في أمريكا الشمالية بين بالتيمور وأوهايو، وكان يستخدم البخار. ولقد تعطلت أول قاطرة استخدمت البخار في أمريكا